-->

قيمة الجمال في الإسلام

أهمية الجمال

قيمة الجمال في الإسلام

من الجهل أن يربط الإسلام والالتزام بالملابس الرثة وانعدام الجمال والطيب، فالجمال قيمة أساسية من صلب الإسلام وأعماقه.

ولماذا نلتفت إلى قوله عز وجل عن صلة الرحم في الحديث القدسي: أنا الرحم وأنا الرحمن اشتققت لها صفة من اسمي فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته، بينما نتغافل تماما عن قوله: إن الله جميل يحب الجمال؟

وهذا الأثر يدل على أن من أخلاق الله أن الله جميل يحب الجمال، ويقول الرسول: تخلقوا بأخلاق الله، ولذا فالمسلم مطلوب منه أن يتحلى بهذا الجمال.

مظاهر الجمال في الإسلام

قضية الجمال في الملبس وفي كل شيء ليست ضمن دوائر الزهد ولا تدخل في دائرة المنهي عنه، بل هو مطلوب شرعا، وقد جعل الله الزينة في الأنعام ليتفضل على الإنسان برؤية هذا الجمال، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يضع الدهن على شعره (يضع الكريم) وفي هذا دلالة على أهمية الاعتناء بالنظافة والجمال، ولكن من المهم أن تعلم أن النظافة عنصر من عناصر الجمال، وليس هو الجمال.

ولك أن تتخيل أن صلاة الجمعة التي هي فرض على المسلم تصبح ممنوعة شرعا ويقع حكم الفرضية أو الوجوب على آكل البصل والثوم، وكل ذلك بسبب ما سيشيعه في المسجد من رائحة غير طيبة.

وقد دخل رجل المسجد أشعث الشعر على مسجد رسول الله، فأشار إليه صلى الله عليه وسلم أن اخرج، وذلك لأن تطييب المسجد وإشاعة الريح الطيبة فيها من مأمورات الإسلام.

ومن السفه أن يتطيب الإنسان ويتزين لكل اجتماع وحضور عام أو خاص بينما يأتي المسجد بملابس رثة غير جيدة، وحينما أمر الإسلام أن تتزين المرأة لزوجها، حث الرجل على أن يفعل مثل ذلك لأجلها، ليتحول هذا الامر من مجرد أمر مباح إلى أمر في دائرة الأعمال الحسنة التي يثاب المرؤ عليها إن نواها.

ولكن في العموم لا يقتصر الجمال في الإسلام على الجمال الشكلي الظاهري، بل يحث على الجمال الأخلاقي، وإن صفحت فاصفح صفحا "جميلا، ويأمر بالصبر الذي يتصف بالجمال (فاصبر صبرا جميلا)، فإن عفوت فليكن عفوك جميلا عن طيب نفس لا عفو إكراه وغضب وتزمجر.

هل الجمال حرام في الإسلام؟

يصبح الجمال حراما إن كان الحصول عليه من خلال الحرام، فأنت مأمور أن تكون طيب الملابس والهيئة والطعام والرائحة، ولكن إن فقدت ما يكسبك هذا الجمال فإياك أن يجرك طلبك له أن تنجرف إلى الحرام وتترك الحق والسير معه في مختلف إرادته، بل حينها كن زاهدا وأمش في ثياب مقطعة لو لم تتمكن من غيرها، ولكن طيلة ما أنت مستطيع فتجمل.

ولكن أيضا من السفه أن يكون انتشار صورة الشخص الملتزم مرتبطا بصورته بالثياب البالية والمشية المنكسرة والحذاء المتقطع وكل ذلك إنما نشأ من أعداء الدين الذين يشكلون صورة مصطنعة عن الإسلام ويحثون نشر تلك الصورة التي تجعل المسلم منقطعا عن الدنيا ومنعزلا عنها ويروجون لنشرها ودعمها كما في حالة الصوفية الجديدة، وأما من يريد أن ينشر الصورة الحقيقية للإسلام وكونه منهج حياة فهذا يقومون بمهاجمته وعزله وسجنه.

ففكرة الزهد تأتي من التعارض، فعند التعارض بين قيمة الإيمان وقيمة الجمال فاخسف بالجمال من أجل قيمة الإيمان، وهذا الشأن في مختلف الأمور وليس في أمر الجمال وحسب، وكذلك أن كبرت قيمة الجمال لتصبح هوسا يخرج الناس من حيز ابتغاء مرضات الله بالجمال إلى ابتغاء الجمال والمباهاة والغلو.

نصائح للالتزام بالجمال الحسي والمادي

  • إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم، فسعوهم ببسط الوجه وحسن الخلق.
  • تبسمك في وجه أخيك صدقة.
  • إذا التقى المسلمان كان أكثرهما بشرا في وجه صاحبه أقربها إلى الله عز وجل.
  • جعل الله الجمال في الحدائق ليكون ذلك بهجة لنا!.
  • أنت مطالب أن تلبس بالجمال أمورك، لا أن تعيش من أجل الوصول إلى الجمال بشكل الأسير الذي لا يقوى على التحرر منه.
  • نزع الجمال من الأخلاق والمادة هو في الحقيقة مخالفة للشرع، فالصبر إن لم يكن جميلا، والمسجد إن لم يكن جميلا، والمرأة إن لم تكن متجملة في بيتها، والبيت إن لم يكن جميلا، فكل ذلك مخالفة للشرع.
  • جمل الله السماء الدنيا تزيينا لنراها.
  • إذا خلوت فكن جميلا، فالله أحق أن يستحيا منه.

يشيع عند الملاحدة وغير المسلمين أن قيم الجمال منزوعة من الدين، فحافظ على الجمال لعل الله يهدي بك رجلا جاهلا عن حقيقة الجمال في الدين.