-->

أهمية الحفاظ على الوقت

الحفاظ على الوقت

الحفاظ على الوقت

قيمة الوقت من الأخلاق الأصيلة التي غفل الناس عنها وتعاموا عن وضعها في نفس مكانة الأخلاق الظاهرة المشهورة، وليس الإسلام دين التماوت والبطء، بل تعوذ النبي صلى الله عليه وسلم من العجز والكسل.

أهمية الحفاظ على الوقت في الإسلام

لن تزول قدمك حتى تسأل عن عمرك فيما أفنيته وعن شبابك فيما أبليته، وعما نتج من استغلالك لهذا العمر والشباب من مال وعمل.

ويوم القيامة سيفتح لك عن كل يوم من عمرك 24 خزانة، كل خزانة تمثل ساعة من ساعات اليوم، وستسأل عن عمل كل لحظة وثانية ودقيقة من دقائق تلك الساعة، وعن كل ساعة من ساعات هذا اليوم، فهل أعدت جوابا لكل تلك المصائب التي تفعلها في مختلف لحظات عمرك؟

وقد ورد أن الإنسان بعدما يخرج من الخلاء يقول غفرانك، وذلك طلبا للمغفرة على مرور هذا الوقت القصير في عمل يجبر الإنسان على الغفلة عن ذكر الله ويمنع اللسان من الاشتغال بالذكر في ذلك الوقت! وهذا الوقت قد لا يحسبه المرؤ وقتا من صغر طوله.. فكيف بغيره؟

ومن المظاهر التي تدل على أهمية وعظم الوقت في الإسلام هو ارتباط مختلف العبادات بالأوقات، فقد تحدث القرءان عن الوقت والأشهر الحرام فقال: ذلك الدين القيم، فقيمة الوقت ليست من العوارض في الدين.

قطوف حول أهمية الوقت

  • التلهي هو الغفلة عن الوقت، وما أكثر موارد اللهو التي ذكرت في القرءان لتحذير المسلم منها!
  • غفل سليمان عليه السلام ساعة بين عصر ومغرب بسبب خيله وماله فذبح تلك الثروة كلها بسبب تسببها في غفلته ساعة من عمره عن ذكر ربه.
  • يقولون في المثل: "أدينا بنقتل وقت" ويغفلون عن كون الإنسان ليس إلا وقت وعمر، فمن قتل وقته فقد قتل نفسه.
  • الليالي التي تمر بدون معلومة أو نفع لا تحسب من العمر، بل هي لهو أو سقط ضاع من عمرك، ولكن ستسأل عنه.
  • أسرع الناس تبكيرا إلى المسجد يوم الجمعة هم أقرب الناس مجالس من الله يوم القيامة، فمن راعى وقتها وبادر به لن يتساوى بمن أضاع وتمهل.
  • نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ، ولا يشعر بقيمة النعمة إلا من فقدها، مثل من يستغيث بعد موته فيقول: رب ارجعون لعلي أعمل صالحا، ويقول الآخر: لولا أخرتني.
  • من اغتنم مرحلة الشباب في طاعة الله دخل في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله، ومن فاته فات.
  • استغل فراغك قبل شغلك.
  • كل يوم ينادي عليك: أنا خلق جديد وعلى عملك شهيد فاغتمني فإني لن أعود.

مظاهر عملية للحفاظ على الوقت

مجرد الوقت المستهلك في التفكير يضع لك قدر وقيمة، فهذا أبو بكر ما دعي إلى شيء إلا وبادر بالإجابة فكان ذلك علما على فضله، واستغل الصديق طريقه في أعمال يسيرة فبشره النبي أن ما اجتمع هؤلاء في امرئ إلا وأدخلته الجنة.

وإن الفارق بين الصف الأول والصف الثاني كفضل الرسول على أدنى واحد في الأمة، فمن بادر بوقته إلى الصف الأول ولو كانت دقيقة سارع بها عن صاحبه الذي جاء بعده بدقيقة جعلت من الفضل الذي كسبه الأول على الثاني كفضل الرسول على أدنى واحد في الأمة.

وفي احد المرات تأخر رجل عن الرسول في ميعاد أعطاه للرسول فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: شققت علي، وفي الحديث: من شق على أمتي فاشقق عليه، فتخيل أن مجرد تأخرك لقليل من الوقت عمن ينتظرك فيه مشقة عليه قد ينتج عنها ما لا تحمد عقباه.

ومن أراد البركة فعليه بالتبكير في العمل (والتبكير مثلا في العصر الحالي قد يأتي بمعنى النزول إلى العمل في الوقت المعد له، وعدم التأخر عن مواعيد العمل).